يستعد المعرض الدولي للفلاحة بباريس لفتح أبوابه يوم السبت (22 فبراير – 2 مارس)، مع اختيار المغرب كأول بلد أجنبي يحل ضيف شرف على هذا الحدث المرموق.
وسيحظى المغرب بجناح يمتد على مساحة 476 متراً مربعاً، ليعكس تنوع وثراء القطاع الفلاحي الوطني، من خلال عرض المنتجات المحلية المصنفة والابتكارات الحديثة التي تمثل مستقبل الفلاحة المغربية. كما سيتيح الجناح منصة للاكتشاف والتبادل، عبر تنظيم جلسات تذوق، وعروض للصناعات التقليدية، وفعاليات ثقافية وفنية، مما سيضفي طابعاً مميزاً على المشاركة المغربية، ويؤكد ريادتها الإقليمية في الفلاحة الذكية والمستدامة.
ويأتي اختيار المغرب ضيف شرف في سياق العلاقات “الاستثنائية” بين البلدين، وهو ما يعكس متانة الشراكة المغربية-الفرنسية. وفي هذا الصدد، أكد سيباستيان أبيس، مدير نادي “ديميتر” الذي يضم 90 شركة فاعلة في قطاعي الفلاحة والصناعات الغذائية في فرنسا، أن القطاع الفلاحي يشكل ركيزة أساسية لاقتصاد البلدين، مشيراً إلى أن هذا التكريم يعزز الدينامية التي أطلقتها الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، بدعوة من الملك محمد السادس.
وأوضح أبيس أن التعاون الفلاحي المغربي-الفرنسي لا يقتصر على المبادلات التجارية، بل يشمل البحث العلمي، والابتكار، وإدارة الموارد الطبيعية، ويمتد ليشمل القارة الإفريقية، حيث يسعى البلدان لتعزيز شراكتهما في هذا المجال.
من جهته، أكد برتراند هيرفيو، الخبير الفرنسي في القضايا الفلاحية والرئيس السابق للمعهد الفرنسي للبحث الزراعي، أن اختيار المغرب كضيف شرف يأتي ضمن رؤية استراتيجية، ويعكس إرادة قائدي البلدين لتعزيز التعاون الفلاحي والأمن الغذائي على المدى الطويل.
وتنعقد الدورة الـ61 لمعرض باريس الدولي للفلاحة تحت شعار “فخر فرنسي”، ومن المتوقع أن تستقبل أكثر من 600 ألف زائر، مع عرض حوالي 4000 حيوان، ومشاركة 1000 عارض على مساحة 16 هكتاراً موزعة على تسعة أجنحة.
ويمثل هذا الحدث فرصة لإبراز مؤهلات الفلاحة المغربية وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، كما يجد تكريمه في باريس صداه في حدث قادم، حيث ستكون فرنسا ضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في أبريل المقبل، مما يجسد عمق التعاون والتكامل بين البلدين في مجالات الأمن الغذائي، وإدارة الموارد المائية، والابتكار الفلاحي.
