تستعد القناة الثانية لعرض الفيلم المغربي “مطلقات الدار البيضاء” للمخرج محمد عهد بنسودة، يوم الأحد المقبل في إطار الأفلام التي تُعرض في “سيني سطار”،، في خطوة تُتوّج مسارًا حافلًا للفيلم الذي لا يزال يُعرض في عدد من التظاهرات السينمائية الدولية.
وفي تصريح للمخرج، أكد أن اختيار توقيت عرض الفيلم على الشاشة المغربية تم بتنسيق مع القناة، وفق الاتفاق الذي يمنحه حرية تحديد موعد البرمجة، مشيرًا إلى أن عرض الفيلم بالتلفزيون يأتي بالتوازي مع استمرار مشاركته في مهرجانات خارجية.
يعالج “مطلقات الدار البيضاء” موضوعًا اجتماعيًا حساسًا، يتمثل في ظاهرة الطلاق بالمجتمع المغربي، من خلال رصد تجارب ست نساء من مستويات اجتماعية مختلفة، يعشن بعد الطلاق مواقف صعبة ومعقدة، سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو القانونية. ويسلط العمل الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة المغربية المطلقة، من حضانة الأطفال إلى نظرة المجتمع القاسية، مرورًا بالتمييز الذي يطالها في مختلف جوانب الحياة.
ويُقدم الفيلم قصص نساءٍ تتراوح خلفياتهن بين المثقفة والمتعلمة والمستقلة، وبين من لا تمتلكن موارد أو تعليمًا، وهو ما يُبرز تنوع التجربة النسائية مع الطلاق، ويُقرّب المُشاهد من واقع غالبًا ما يتم تجاهله أو تبسيطه. وتم تصوير العمل في قالب درامي مشوّق يدمج بين التوثيق الاجتماعي والبناء السينمائي المحكم.
اللافت في العمل أيضًا عودة الممثل الراحل محمد الشوبي إلى الشاشة من خلال هذا الفيلم، إذ جسّد دور برلماني يخون زوجته، في أداء كان من آخر أدواره قبل رحيله، ما يضفي على العمل بعدًا إنسانيًا ووفاءً لذاكرة فنية كبيرة.
وقد نال الفيلم استحسان لجان التحكيم في عدة مهرجانات سينمائية دولية، حيث توّج بعدة جوائز مهمة، أبرزها جائزة أفضل سيناريو لعبد الإله الحمدوشي في مهرجان أوكلاند للفيلم بكاليفورنيا، وجائزة أفضل فيلم نسائي من مهرجان نيويورك الدولي لسينما المرأة، وجائزة أفضل فيلم أجنبي من مهرجان الأناضول السينمائي بتركيا. كما حصل على جائزة أفضل فيلم، وجائزة الإخراج، وجائزة التصوير (لحمزة عاطيفي) من مهرجان القارات الخمس في فنزويلا.
إلى جانب الجوائز الرسمية، حظي الفيلم بتنويهات خاصة من لجان التحكيم لأداء الممثلة صونيا عكاشة في دور البطولة، وللموهبة الشابة صفاء خاتمي كأفضل ممثلة طفلة، بالإضافة إلى إشادة بسيناريو الفيلم وجودة الإنتاج التي أشرف عليها المنتج محمد الكغاط إلى جانب المخرج.
