الوعود الانتخابية و “المغرب العميق”

برزت معضلة تأخر الوعود الانتخابية والمخططات التنموية ب ما يسمى”المغرب العميق” أي في القرى البعيدة والمناطق الجبلية في ظل أزمة زلزال الحوز التي أبانت مدى فداحة الوضع في منطقة الحوز نظرا لصعوبة نقل المساعدات والإغاثات للمتضررين من الزلزال.
ويسائل ذا الوضع، الذي أثار غضب العديد من المدونين والفاعلين المدنيين والحقوقيين المغاربة، وصفه البعض بأنه راجع إلى أسباب منها ما هو تاريخي وسياسي”؛ بينما اعتبرت جهات أخرى أن “الوعود التي تتقاطر في فترة الدعاية الانتخابية تكون ذات أثر محدود، ولا تجد طريقها إلى التحقق”؛ وهو ما تعتبره الجهات عينها “عائقا أمام إعمال مبادئ العدالة المجالية والاجتماعية بين مختلف مدن وجهات المملكة”.
قال عبد الحميد بنخطاب محلل سياسي، قال إن “هشاشة التنمية بالمناطق التي تضررت تبين أن هناك مغربا منسيا ويدار خارج تصورات الجهات الرسمية”، مؤكدا أن “هذه الهوة الشاسعة بين مدن المغرب وقراه ومداشره تبين أن هناك مشكلة تنموية حقيقية تطبع تعاطي المسؤولين مع مشكلة العدالة المجالية”.
وتابع بنخطاب، “لم يعد مقبولا أننا في سنة 2023 وهناك مناطق بدون طرق”، لافتا إلى أن “الهامش يذكرنا دائما بأن الوعود الانتخابية في الكثير من مناطق المغرب تكون منتعشة بحماس خلال الفترة الانتخابية فقط ولا تدوم طويلا لكي تجد طريقها إلى التحقق.. وهذا مشكل”.