يوسف المدخر : “زاز “

انتهى المخرج يوسف المدخر مؤخرًا من تصوير فيلمه السينمائي الطويل “زاز”، الذي يدخل حاليًا مرحلة التوضيب تمهيدًا لعرضه في القاعات السينمائية المغربية بداية من شهر ماي 2025.
يروي الفيلم قصة شخصية بسيطة تُدعى “زاز”، يعيش حياة هادئة مع زوجته، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب إثر انتشار مقطع فيديو له على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ينتقد فيه أحد البرلمانيين. سرعان ما يتحول “زاز” إلى شخصية مشهورة، ليجد نفسه وسط دوامة من الأحداث الكوميدية والدرامية، تشمل نزاعات عائلية مع زوجته ووالده، وملاحقة من قبل الشرطة على خلفية تهمة خطيرة.
ينتمي العمل إلى نوعية “الدراما الكوميدية”، ويزخر أيضًا بعناصر من أفلام التشويق البوليسي، مع تركيز خاص على البعد الإنساني وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد. وقد تطلب الجمع بين هذه الأنماط السينمائية مجهودًا كبيرًا من فريق العمل، وفق ما أكده المخرج، مشيرًا إلى أن قوة السيناريو واختيار طاقم التمثيل المناسب من مختلف الأجيال ساعدا على إنجاح هذا التحدي.
فكرة الفيلم تعود إلى الفنان عبدو الشامي، الذي يؤدي دور البطولة، وقد تم تطوير السيناريو والحوار بالتعاون مع الإعلامي والسيناريست رشيد صفـَر. ما شد انتباه المدخر للفكرة هو تناولها لموضوع الشهرة الزائفة بشكل عميق وساخر في آن، دون السقوط في النقد السطحي لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد حرص على أن تعكس الرؤية الإخراجية هذا الطرح، من خلال أحداث يمكن أن يجد فيها المشاهد نفسه، كونها مستوحاة من واقع معاش.
ويؤكد المدخر أن التحدي الأكبر في العمل كان تحقيق توازن سلس بين اللحظات الكوميدية والمواقف الدرامية، دون أن تبدو الأحداث مفككة أو مبالغ فيها. فالكوميديا جاءت هادفة ومشحونة بسخرية سوداء، في حين حملت الدراما بُعدًا نفسيًا وإنسانيًا يجعل المتلقي يعيد النظر في بعض المواقف التي قد تبدو في البداية ترفيهية فقط.
رغم المنافسة الكبيرة في سوق السينما، خصوصًا من جانب الأفلام التجارية، يعبّر يوسف المدخر عن تفاؤله الكبير بنجاح الفيلم، نظرًا لما يقدمه من طرح اجتماعي يعكس هموم الناس اليومية، ويرتبط بواقع الشهرة وضغط السوشيال ميديا على الأفراد. كما أن حضور نجوم ووجوه شابة يُعزز من جاذبية العمل لدى جمهور الشباب والعائلات المغربية.
وقبيل عرضه الرسمي، وجّه المدخر شكره لجميع أعضاء الفريق الفني والتقني الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع، مؤكّدًا أن “زاز” سيقدّم تجربة سينمائية غنية بالمواقف الساخرة، واللحظات المؤثرة، والتشويق، بأسلوب يمزج بين التسلية والتفكير.