نقاد مغاربة يشيدون بسينما المخرج فوزي بنسعيدي

أثبت الدورة الـ29 من مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان أن تكريم الفنان فوزي بنسعيدي لم يعد “أمراً مثيراً للدهشة”، مادامت تتويجات الرجل “مستحقّة” كما يصفها زملاؤه ونقاد كثيرون يؤمنون بأن المخرج والممثل الذي صرخ أوّل مرّة بمكناس، مولاداً، بات “سائراً في سماء السينما المغربيّة، بالنظر إلى التجربة الغنية التي يقدمها للفن السابع بالبلاد منذ أواخر تسعينات القرن الماضي”.
بنسعيدي الذي “جرّته” الصورة السينمائية إليها بعدما كان مسرحيّا عقب تخرجه من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط ومتابعة دراسته في التخصص نفسه بفرنسا، لم يمض نصف السنة بعد على آخر تكريم له بالنّجمة الذهبية بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نونبر 2022. له باقة من الأعمال “تتحدث عنه أكثر مما يتحدث هو عنها”، وفق تعبير النقاد الذين بينوا ملامح “مادته السينمائية”
إدريس القري، ناقد سينمائي وفني، ثمن “ثقافة الاعتراف” في حق رجل أضاف “لمسة نوعية” إلى الحقل البصري المغربي، معتبرا أن “ما يميز هذا المخرج هو أنه تتوفر فيه المؤهلات والقدرة والحساسية التي تجعله مايسترو ينفلت من خانة الإخراج بالمعنى التقني ليندرج في الإخراج بالمعنى الإنساني والفني؛ فهو ذاك الإنسان الفنان المتمكن تقنيا الذي يحمل في الوقت نفسه رؤية”.
النظرة التي يتميز بها بنسعيدي، حسب القري، تنبع من اطلاع على التراث السينمائي الكوني، ومن تبني مفهوم خاص للإبداع وللفن والسينما انطلاقا من تجربته الكبيرة، موردا أن مخرج التحفة “وليلي” (2017) هو “من الناس القلائل الذين يستطيعون عندما تتوفر جميع العناصر التقنية في بلاطو التصوير، ولاحقا في التركيب والتوضيب والميكساج، أن يخلقوا مناخا سحريا، يتعدى حدود ما يمكن أن تقوله التقنية”.
الناقد والكاتب محمد شويكة قال إن “تجربة المخرج والممثل فوزي بنسعيدي تظل أساسية في المشهد السينمائي المغربي”، مؤكدا تتبع مسار أفلامه منذ الفيلم القصير “الحافة” (1997)، الذي أعلن فيه عن توظيف متسق لتقنيات سينمائية، وعالج فيه مشكلا سيعود إليه في فيلمه الروائي الأول “ألف شهر” (2003)، ويتعلق بموضوع الطفولة والهشاشة الاجتماعية، وكما طرحه في فيلمه الروائي الأول طرح مسألة السلطة بشكل عام.
ولفت الناقد المغربي إلى “انتقاء المخرج زوايا نظر تفرده وحركة كاميرا واستعمال كثير للقطات الثابتة، وكل هذا ساعد كثيرا على فهم أسلوبه السينمائي الذي بوأه أن يكون أحد أهم المخرجين المغاربة وأحد أهم المخرجين في الساحتين العربية والإفريقية وأيضا في الساحة الدولية، بالنظر إلى حصول أفلامه على العديد من الجوائز والتنويهات والتقديرات والعروض، وأيضا الحظوة النقدية في الكثير من المنابر العربية والدولية”.






