آخر الأخبارالرئيسيةجهاتحوادثمجتمع

زلزال الحوز وتحديات “المغرب العميق”

سلط زلزال الحوز الأضواء مجددا على التحديات الكبيرة للتنمية بمناطق “المغرب العميق”، أي في أقاليم تارودنت وشيشاوة وأزيلال وأكادير والقرى الجبلية وعمقت الهزات الأرضية من شدة معاناة ساكنة هذه المناطق المتدررة

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن “بعض المناطق الأكثر تضررا هي مناطق نائية وجبلية للغاية، وبالتالي يصعب الوصول إليها”. وأشار الاتحاد الدولي إلى أنه “يعمل جاهدا لدعم جمعية الهلال الأحمر المغربي الوطنية”. 

وقالت كارولين هولت، مديرة إدارة الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد، إن هناك حاجة ماسة لمياه الشرب الآمنة لمنع “كارثة داخل كارثة”. وحذرت المنظمة الإنسانية من أن تعافي المغرب قد يستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات. 

وتركز الزلزال في إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش وإقليم تارودانت، حيث انقطعت كثير من الطرق وسقط أغلب الضحايا وتضررت مبان أثرية ودمرت قرى بأكملها بحسب ما نقلته وزارة الداخلية، فضلا عن أضرار واسعة بأقاليم شيشاوة وورزازات وأزيلال وأغادير إداوتنان وصولا إلى الدار البيضاء الكبرى واليوسفية، مع خشية الجهات المسؤولة من هزات ارتدادية محتملة في الأسابيع المقبلة قد تزيد من أعداد الضحايا وفق المركز الوطني المغربي للجيوفيزياء.

وزادت الجغرافية الجبلية الوعرة لمناطق جبال الأطلس الكبير التي تمتد حوالي 2300 كيلومتر، عبر المغرب والجزائر وتونس من التحديات، إذ ملأت الحجارة المتساقطة الشوارع الضيقة جراء الانهيارات الأرضية وعرقلت تحركات العمال والفرق الشعبية المساندة، وزادت من صعوبة عمل طواقم الإنقاذ وتعطيل وصول الآليات المختصة، في ظل الافتقار للآليات المتخصصة، حيث تحولت العديد من حدائق المدينة والساحات العامة ومواقف السيارات إلى معسكرات وسط الدمار والخوف من الهزات الارتدادية، وتم نقل المصابين من الأماكن القريبة من مركز الزلزال إلى مستشفيات المدينة، حيث قام المسعفون بفرز العديد من المرضى في الهواء الطلق.

 وإذ يقول المركز الوطني المغربي للجيوفيزياء، إن الزلزال هو الأعنف منذ قرن، فإن هيئة المسح الجيولوجي الامريكية أشارت إلى أن المنطقة لم تشهد زلازل بهذا المستوى منذ 500 عام، وبشأن التفسير العلمي للزلزال، يقول رئيس مصلحة الرصد الزلزالي في المغرب هاني لحسن إن إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي الضعيف، سواء من حيث العدد أو من حيث القوة، وغالبا لم تتجاوز الزلازل المسجلة في المنطقة 5 درجات على سلم ريختر، وبالتالي فهي ليست مرشحة من الناحية التاريخية لتعرف زلزال بهذا الحجم والقوة، لكن عمق الزلزال 8 كيلومترات، وهو مستوى قريب من السطح، أسهم في زيادة قوة الزلزال مقارنة بزلازل سابقة وقعت على عمق 30 كيلومترا مثلا، مشيرا إلى أن النشاط الزلزالي في المغرب هو ناتج أساسا عن تصادم الصفائح التكتونية الأفريقية والأوروآسيوية.

    ويشير رئيس مصلحة الرصد الزلزالي في المغرب إلى وجود قانون للبناء المضاد للزلازل تشرف على تطبيقه منذ سنوات الحكومة، ولكنه مطبق على المجال الحضري فقط، وبالتالي فإن المشكلة هو أنه لا يشمل المناطق القروية، ما يفسر لما معظم المباني المدمرة في الزلزال تقع في مناطق ريفية، ويضيف أن الحكومة تعد مشروع قانون يهدف إلى ضبط البناء في المناطق الريفية، بحيث يلتزم ببعض المعايير المرتبطة بالبناء المقاوم للزلازل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى