
يستعد نادي الوداد الرياضي، أحد أعمدة كرة القدم المغربية والإفريقية، لافتتاح موسم جديد يبدو أنه سيكون محطة فارقة في مساره، بعد موسم متذبذب النتائج ترك وراءه العديد من التساؤلات والرهانات.
فلسفة الفريق الأحمر، كما اعتاد عليها جمهوره، تقوم على روح التحدي ورفض الاستسلام، وهو ما جعله رقماً صعباً قارياً ووطنياً، رغم العثرات التي مر بها في الموسمين الأخيرين. فقد واجه الوداد ضغوطاً كبيرة الموسم الماضي، وظهر بعيداً عن مستوياته المعهودة، لكنه نجح على الصعيد القاري في استعادة توازنه عبر بوابة كأس الكونفدرالية الإفريقية، مؤكداً حضوره القوي.
منذ تولي المدرب المغربي محمد أمين بنهاشم زمام الإدارة التقنية خلفاً للجنوب إفريقي رولاني موكويينا، استعاد الفريق جزءاً من أسلوبه وهويته. ورغم الإقصاء من كأس العالم للأندية بعد وقوعه في مجموعة قوية ضمت مانشستر سيتي ويوفنتوس، إلا أن مؤشرات إيجابية برزت في الأداء.
إدارياً وتقنياً، اختار الوداد تعزيز صفوفه بمزيج من الخبرة والشباب، لضخ دماء جديدة تمكنه من استرجاع هيبته محلياً والعودة إلى منافسته القارية المفضلة: دوري أبطال إفريقيا. فقد استعاد خدمات لاعبين بارزين مثل أمين أبو الفتح وزهير المترجي، وعزز تشكيلته بصفقات واعدة، من بينها الموهبة السنغالية محمد صامبو (18 سنة) والمالي عبد الله كوليبالي (20 سنة)، إضافة إلى لاعبين مؤثرين مثل البوركينابي عزيز كي والجنوب إفريقي ثيمبينكوسي لورش، اللذين برزا في مونديال الأندية الأخير. كما انضم المخضرم نور الدين أمرابط، ليمنح الفريق جرعة إضافية من التجربة والقيادة.
هذه الانتدابات تعكس رؤية واضحة: الجمع بين عناصر شابة قادرة على العطاء المستقبلي وأسماء ذات خبرة تستطيع قيادة المجموعة نحو التتويجات.
ويشكل استمرار بنهاشم على رأس الجهاز الفني رسالة ثقة في الكفاءة الوطنية، وإشارة إلى رغبة الإدارة في تحقيق الاستقرار وبناء مشروع تنافسي طويل المدى.
بهذا الزخم، يدخل الوداد موسم 2025-2026 بعزيمة كبيرة، مدركاً أن الانسجام والانضباط والتخطيط سيكون لها دور حاسم في العودة إلى منصات التتويج وترسيخ مكانته كرمز لكرة القدم المغربية والإفريقية.