“الكسكس” إرث مشترك بين المغرب والبرازيل

يعتبر”الكسكس” المغربي من أشهر الأطباق في العالم، له تاريخ عريق باعتباره طبق أمازيغي منتشر بين دول شمال إفريقيا، إذ استطاع بذلك أن يسافر لأمريكا الجنوبية وتحديدا إلى البرازيل، ليصبح طبقا مميزا يحتفون به يوم 19 مارس من كل سنة.
وحظي “الكسكس” بشعبية كبيرة في البرازيل، وأصبح علامة مميزة بقوائم المطاعم، كما تنوعت أصنافه وطرق تحضيره بهذا البلد الذي يتميز بثراء عرقي متفرد.

وكشف “ايستيفاو باليطو” أستاذ ببرنامج الدراسات العليا في الانثربولوجيا بالجامعة الفيدرالية لبارايبا، أن تاريخ “كسكز” كما يسميه البرازيليون يعود إلى العقود الأولى من الغزو البرتغالي للبرازيل. دخل على يد البحارة البرتغاليين، ليصبح أحد أهم مكونات الرأسمال اللامادي للمنطقة الشمالية الشرقية بالبلاد، ويتعلق الأمر بطبق “ديموقراطي إلى أبعد حد”، ومع توالي السنين والعقود والقرون تحول لغذاء كل الأزمنة وهوية ورمز شعب بأكمله.

وكان يعرض أصحاب طبق “الكسكس” بالبرتغال إلى العقاب لأنه كان ينظر إليه كتقليد إسلامي، إلا أن هذا المنع لم يكن ساري المفعول بجزر المحيط الأطلسي وفي بعض المستعمرات البرازيلية.
ويشكل “الكسكس” إرثا راسخا للحضور المغربي (الموري) بالبرتغال، فقد ظلت لقرون المنطقة التي تدعى حاليا “اسبانيا والبرتغال” خاضعة للسلط الشمال إفريقية المسلمة المتعاقبة، ما كثف من التبادل والتلاقح الثقافي في الاتجاهين.
ويذكر أنه تم إدراج “الكسكس” بقائمة التراث العالمي اللامادي، اعترافا بالقيمة التاريخية والحضارية لهذا الطبق، ليصبح رمزا لتلاقح الثقافات والحضارات.
ويعد تقاسم الكسكس في الثقافات البرازيلية والمغاربية عنصرا يقرب بين الضفتين ويسلط الضوء على الموروث الثقافي القوي الذي عبر المحيطات وصمد طيلة قرون، متحديا كل القيود الايديولوجية والدينية، وموحدا الشعوب حول “طبق”.
و.م.ع