سياسة

الرياضية المغربية شوكة في حلق النظام الجزائري

حققت الرياضة المغربية العديد من الإنجازات على المستوى العالمي والقاري، و التي تسببت في حالة من الغضب والتذمر في أوساط المسؤولين بالجارة الشرقية للمملكة.

وأضحت هذه الإنجازات، وآخرها فوز المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة بكأس إفريقيا للشبان، وبعده فوز المنتخب الوطني لكرة السلة بالكأس الإفريقية، تقض مضجع الجزائريين، على اعتبار أنها إنجازات تقرب المغرب من العالم وتسهم بشكل غير مباشر في خدمة قضيته الوطنية، قضية الصحراء المغربية، التي تواصل الجزائر تحرشاتها بها دوليا.

الدبلوماسية الرياضية

اعتبر الأستاذ الجامعي محمد بن طلحة الدكالي أن هذه الإنجازات الرياضية “تدخل ضمن خانة الدبلوماسية الرياضية التي تساهم، إلى جانب باقي المجالات، في الدفاع والتعريف بالقضايا الوطنية والترويج للمملكة”.

وأوضح بن طلحة أن الدبلوماسية الرياضية “تقوم بدور كبير كدبلوماسية موازية في خدمة القضية الوطنية والمصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية”، مستدلا على ذلك بـ”قطع المغرب الطريق على مرتزقة جبهة البوليساريو الانفصالية للوصول إلى منظمة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، بعدما تمت المصادقة بالإجماع على التعديل الذي تقدم به فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والذي ينص على أنه لا يجوز لأي دولة ليست عضوا في الأمم المتحدة أن تشارك في هيئة دولية ذات طبيعة ثقافية أو رياضية أو غيرها”.

وسجل المتحدث أن الدبلوماسية الرياضية “تعتبر حاليا رافعة للتعريف بالقضايا الوطنية والترافع عنها قاريا ودوليا، كما تجب الإشارة إلى أهمية المناصب القارية التي تضمن للمغرب حضورا وازنا في مراكز التأثير وصنع القرار في المنظمات الرياضية تتجاوز إطارها الرياضي وتصبح لها آثار متميزة إيجابية على العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، خاصة مع العمق الإفريقي للمغرب”.

الرياضة تعكس صراعات سياسية

من جهته، أوضح هشام رمرم، محلل رياضي، أن الرياضة “ما هي إلا إعادة إنتاج لصراعات قد تكون سياسية وقد تمتد إلى مجال من المجالات أو مجالات مجتمعة”، مضيفا أنها “تعزز الانتماء والافتخار بالهوية والتعبئة والالتفاف حول قضية معينة، وهذا يكاد يغيب عن أي قطاع أو حدث”.

وأكد رمرم، أن “الأنظمة السياسية بمختلف أنواعها استعملت عبر التاريخ الرياضة، وتستعملها وستستعملها في إعادة إنتاج مثل هذه الصراعات”، مشددا على أن الرياضة “معركة لا تستعمل فيها أسلحة، وهي أيضا معركة محددة القواعد والضوابط. وبالتالي، فإن خوض هذه المعركة ليس مكلفا كثيرا مقارنة مع الحروب التي تستعمل فيها الأسلحة، لكن الفوز في معركة الرياضة يحمل الكثير من المعاني الرمزية التي تعوض ما يتمناه الفائز واقعيا”.

وتساءل الباحث في الشؤون الرياضية: “هل يمكن أن تنافس السياسة المجال الرياضي؟”، ليجيب بأن “الرياضة هي السياسة بعينها”,وأشار إلى أن “كأس العالم في قطر لم يكن إنجازُ المنتخب الوطني فيه فوزا رياضيا فحسب، بل كان سياسيا واجتماعيا قيميا، من خلال التداول المكثف لصور مجموعة من الناس أخذوا فكرة، حتى لو كانت سطحية، عن طبيعة علاقة المغاربة بأمهاتهم، وهناك من أصبح يعرف ألوان وشكل العلم المغربي، وهناك من تعرف على ثقافة البلد، وهناك من بدأ يبحث عن معنى [النية] و[رضاة الوالدين]”.

وختم رمرم بأن “الرياضة الآن على المستوى الإعلامي هي أكثر وأضخم محتوى كميا وكيفيا يستهلكه الناس، لا يمكن تصور عدد الصور التي تتردد في مباراة مدتها 90 دقيقة؛ شيء يفوق الوصف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى