Non classé

أول متحف في العالم

بل حوالي 2500 عام، في ذروة الإمبراطورية البابلية الحديثة، قامت الأميرة إينيغالدي-نانا، التي كانت كاهنة عليا في معبد آلهة القمر “سين” بمدينة أور، بجمع مجموعة من القطع الأثرية بعناية فائقة، من بينها تمثال وحجر حدود ورأس صولجان، والتي تعود إلى فترات تمتد من 2100 ق.م إلى 600 ق.م. وتعد هذه المجموعة، التي تُعتبر أول “متحف” معروف في العالم، بمثابة شهادة على اهتمامها العميق بالثقافة والتاريخ.

وفي كتابها “بين نهرين: بلاد ما بين النهرين القديمة وولادة التاريخ”، تسلط الباحثة موضي الرشيد الضوء على أهمية هذه الحضارة التي شهدت العديد من الابتكارات الأولى في التاريخ، مثل نظام الكتابة المسمارية، واختراعات في مجالات الزراعة والفلك. الكتاب يروي تاريخ بلاد ما بين النهرين من خلال تسليط الضوء على القطع الأثرية التي جمعتها إينيغالدي-نانا، مما يعكس التنوع الثقافي والمعرفي لتلك الحقبة.

كما يستعرض الكتاب تطور الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية، ويستكشف جوانب متعددة مثل الكتابة المسمارية، تطور المدن، نظم الحكم، وفنون الحرب، بالإضافة إلى الدين والمعتقدات التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في تلك المجتمعات. ويختتم الكتاب بفصل خاص عن إينيغالدي-نانا نفسها، مُبرزًا دورها المهم في حفظ التاريخ والتراث الثقافي.

يعد الكتاب مرجعًا هامًا لفهم تاريخ حضارة بلاد ما بين النهرين وأثرها على العالم، ويُقدم للقارئ معلومات معمقة عن تلك الفترة الزمنية المجهولة بالنسبة للكثيرين، ويعتبر إضافة قيمة لمجال علم الآشوريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى