“أبي لم يمت” لعادل الفاضلي يحط الرحال بتطوان

قدم المخرج المغربي عادل الفاضلي، مساء الأربعاء بقاعة “أبينيدا” بتطوان، شريطه السينمائي الجديد “أبي لم يمت”، الذي يشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط في دورته الـ29.
ويسلط شريط “أبي لم يمت” حسب صانعه الضوء على فترة سوداء من تاريخ المغرب؛ يتعلق الأمر بسنوات الرصاص التي راح ضحيتها أناس أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة، وذلك في قالب مؤثر يحكي عن قصص هذه الفئة من المجتمع التي لم تتم الإشارة إليها في أعمال سينمائية سابقة تطرقت لهذه الفترة الزمنية.
تدور الأحداث في سيرك شعبي مفتوح، يزهو باللون والضوء وصخب الحياة؛ بطلها طفل يعيش مع والده في فضاء هذا السيرك الذي تتحرّك فيه شخوص مختلفة تلتقي في المعاناة اليومية مع قسوة العيش. يتطرّق العمل لفترة سنوات الرصاص، وهي مرحلة سياسية صعبة عاشها المغرب خلال السبعينات قبل الانفتاح السياسي. المرحلة القاتمة عالجها المخرج بكثير من اللون والضوء، في حكاية من عالم الأساطير و«ألف ليلة وليلة».
الجميل هو دخول الجمهور عالمَ الفاضلي الساحر والإغلاق على نفسه داخل فضاء الاستوديو الذي احتضن الفيلم. عالم مغربي بنكهة عالمية، يحتفي بتناقضات الحياة، عنوانه السرد والخيال الخصب الذي يعبُر من خلاله المخرج إلى عالم الطفل «ماليك» المهتم بإيجاد والده الذي اعتُقل قسراً واختفى من دون أن يعرف أثره. إنها صورة ملوّنة لأحداث صعبة ومرحلة دقيقة في تاريخ المغرب الحديث، يقول عنها الفاضلي إنها تضيء على مرحلة حاسمة، من دون تعمُّد إدانة أحد.
طغت مقاربة الحب والتعلّق بالأب على الأحداث، من خلال “ماليك” (آدم رغال)، ولعلّها المحرّك الأساسي للفيلم، في مقابل توتّر علاقة الأبوة من خلال أب في السيرك يستغل عاهة ابنه. إنه وجه آخر لتناقضات الحياة ومعالجة الحب الأبوي الذي يتراوح ما بين المسؤولية وانعدامها، والحب والعنف، والتعلق الإنساني والتبعية المرضية.
إشارة إلى أنّ والد المخرج الفنان الراحل عزيز الفاضلي حضر بدور أساسي في الفيلم، بجانب ممثلين برعوا في أدوارهم، مثل نادية كوندة وفاطمة عاطف وعبد النبي بنيوي وعمر لطفي.