آخر الأخبارإفتتاحيةإقتصادالرئيسيةمجتمع

هل يشكل الزلزال فرصة لتنمية المناطق الهشة؟

مر أكثر من أسبوع على “زلزال الحوز” وبدأ المغرب يتجاوز مرحلة الصدمة من هول الكارثة الطبيعية التي خلفت دمارا واسعا في عدد من الأقاليم المعروفة بتضاريسها الوعرة وهشاشة بنياتها التحتية التي صعبت مهمة فرق الإنقاذ التي مازالت تواصل عملها ليل نهار حتى الآن، في الوقت الذي أعلنت فيه الدولة تفاصيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إعمار المناطق المتضررة ودعم ساكنتها التي فقدت كل شيء.

فتحت الإجراءات والتدابير التي نص عليها بيان الديوان الملكي بخصوص برنامج إعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، وتأكيده على أن يتم ذلك في أقرب الآجال، باب أمل كبير أمام المنطقة وأبنائها في غد أفضل يشيد على أنقاض الخراب والدمار الذي لحق بهم.

وتهم النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي الملك محمد السادس، والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية، نحو “50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة”.

ويشمل البرنامج مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت، وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد والاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر على كل المرافق الضرورية، وذلك حسب بيان الديوان الملكي الذي أعلن منح الدولة مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم للأسر المعنية.

كما بشر البيان المتضررين باتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي، إذ ستقوم الدولة بتقديم “مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا”، وهي المبالغ التي رأى كثير من المراقبين أنها كافية لإعادة بناء مساكن تحفظ كرامة الساكنة ووفق الشروط التي تراعي الخصوصية الثقافية والطبيعية للمنطقة.

قال طارق المودن، خبير في التنمية المجالية المستدامة، أن برامج إعادة إعمار المناطق المتضررة ستكون “كبيرة في المنطقة التي مازالت تعاني من ضعف واضح في التنمية والبنيات التحتية الأساسية”.

وتابع المودن، إن مخطط إعادة الإعمار “فرصة تاريخية لإعادة هيكلة المنطقة رغم البرامج السابقة التي صرفت فيها مليارات الدراهم ولم تحقق المطلوب”.

وأشار الخبير في التنمية المجالية المستدامة إلى أن التحدي الذي سيواجه المغرب في هذه المرحلة، هو “كيفية تنزيل هذه المخططات”، مؤكدا أهمية فتح قنوات التواصل والتشاور مع المتضررين من الزلزال الذين أبانوا على مستوى عال من الصبر والتضحية.

وسجل المودن أن الحكامة في برمجة المشاريع شرط أساسي لكسب رهان إعادة الإعمار، مبرزا أن المملكة لن تواجه أي مشاكل أو تحديات على مستوى تأمين “المبالغ المالية الكافية لتلبية الحاجيات الأساسية للمواطنين الذين يعانون”، مشيدا بمستوى وحجم التبرعات التي سجلت في الأيام الأولى من إطلاق الصندوق الخاص بتدبير كارثة الزلزال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى