مطالب لل “البرجوازية المغربية” للتدخل
طالبت العديد من الفعاليات المدنية بأن “تتجند البورجوازية الوطنية المغربية، بكل الطرق، لكي تساهم في هذه الفترة الصعبة التي يمر منها المغرب”. في ظل مطالبة الملك محمد السادس بفتح ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب ﺑﮭدف ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ لفائدة جبر الضرر وإعادة إعمار المناطق المتأثرة بالجفاف
وكان العاهل المغربي قد طالب أيضا بـ”اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن، ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ، ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة، وتشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية (أدوية، خيام، أسرة، مواد غذائية..) على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة كل أشكال الكوارث”. وشكلت هذه الدعوات الملكية فرصة ليلتقطها مدونون ومدنيون لإطلاق نداءات موجهة إلى الطبقة الميسورة بالمغرب.
قال عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب إن “البورجوازية الوطنية المغربية عليها أن تتجند خلال هذه الفترة؛ لكون الرهان الآن في بلدنا يقع على الفئات الثرية التي بوسعها تخفيف وطأة ما نزل بساكنة مناطق الحوز وورزازات وتارودانت”، منبها إلى أن “المساهمات هي عبارة عن تبرعات تأتي في إطار الوطنية والإنسانية، وقد لعبت هذه البورجوازية دورا محوريا خلال جائحة كورونا، وعليها أن تفكر في لعبه مجددا”.
وأضاف زيات، بأن “دعوة البورجوازية ليس تحاملا طبقيا، بل هو فعل يدل على حس مواطناتي، لكون هذه الطبقة تملك وسائل الإنتاج؛ وبالتالي هي الأكثر قدرة من حيث الإمكانيات على إحداث فرق واضح”، مسجلا أن “المساهمة يمكن أن تشمل ما هو عيني أيضا وليس مادي فقط، بحكم أن البورجوازيين المغاربة لديهم ينتجون بعض المواد الاستهلاكية التي يروجونها في الأسواق، فمن الممكن توجيه جزء منها حاليا إلى العائلات المنكوبة كمساهمات”.
وأكد أن “النخب السياسية والاقتصادية والثقافية يجب أن تكثف الجهود، لكي تحث الفئات الميسورة على الانخراط بقوة في هذه الحملات التضامنية”، مضيفا: لا أحد ينكر أن العديد من العائلات الغنية تساهم بكل الوسائل؛ بيد أن هذه الظرفية مختلفة، لأن المساهمات من الممكن أن تكرس مبدأ التكافل الاجتماعي، وأيضا المؤسسات العمومية والخاصة لابد أن تكون منخرطة في هذا النداء الإنساني”.
من جانبه، قال الفاعل المدني المهدي ليمينية إن “الواقع يقضي بأن الطبقة البورجوازية المغربية ليست وحدها المطالبة بالتجند، بل هذه مهمة جماعية ومسؤولية مشتركة يجب أن نلعب فيها جميعا دورا أساسيا”، معتبرا أن “توجيه النداء للبورجوازيين المغاربة أمر مفهوم؛ غير أن المبادرات التضامنية تتدخل فيها طبقات مختلفة، وكلها تبعث نوعا من الأمل كما حدث في المغرب مرارا منذ زمن الراحل الحسن الثاني”.
وأفاد الفاعل المدني: “مساهمة البورجوازية الوطنية المغربية سلوك وطني مثل مساهمة أية شريحة أخرى”، لافتا إلى أن هذه الفئة “قادرة على التأثير في القيم على مستوى المجتمع؛ لأن هذا التلاحم بين مختلف الشرائج وهذا البعد التضامني يساعدان على تدارك الخصاص الذي تخلفه الكوارث”، مبرزا أن “الفاعلين الاقتصاديين المغاربة طبعا ومعهم المواطنون لن يذخروا جهدا لفك العزلة ورفع الحصار عن المناطق المتضررة وغيرها، سواء في هذه الفترة أو بعدها”.




