منذ سنة 2021، يشكل برنامج الدعم المدرسي بإقليم النواصر نموذجًا ناجحًا للتعاون المؤسساتي في سبيل تعزيز تكافؤ الفرص ومحاربة الهدر والتعثر المدرسي. ويأتي هذا البرنامج ثمرة شراكة فعالة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب جمعية سندي.
موجه لتلاميذ المرحلة الابتدائية المنحدرين من أوساط اجتماعية هشة، تمكّن هذا المشروع، خلال أربع سنوات من العمل الميداني المتواصل، من تقديم الدعم لما يقارب 15.800 تلميذ وتلميذة موزعين على 67 مؤسسة تعليمية عبر مختلف جماعات إقليم النواصر.
ويعتمد البرنامج مقاربة تربوية متكاملة ترتكز على دروس دعم منتظمة في المواد الأساسية: اللغة العربية، الرياضيات، واللغة الفرنسية، إلى جانب أنشطة موازية تهدف إلى تنمية المهارات الحياتية والاجتماعية، وبناء الثقة بالنفس لدى التلاميذ، وتحفيزهم على التعلم المستمر.
ولا يقتصر أثر البرنامج على المتعلمين فقط، بل يمتد ليشمل بيئتهم المباشرة، من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر التربوية، استفاد منها ما يزيد عن 500 أستاذة وأستاذ، بالإضافة إلى حملات توعوية لفائدة أولياء الأمور، بهدف تعزيز دور الأسرة في مرافقة المسار الدراسي لأبنائها.
ويُعد هذا المشروع، الذي يدخل عامه الرابع، تجسيدًا عمليًا لمحور “دعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما يعكس التزامًا جماعيًا راسخًا من كافة المتدخلين لبناء مدرسة الإنصاف والجودة.
وقد تحقق هذا النجاح بفضل الدعم المستمر من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومواكبة قسم العمل الاجتماعي، وانخراط المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، والتعاون الفعال مع مديري المؤسسات التعليمية الشريكة.
